تدويناتمواضيع اجتماعية

إلى أبي | والدي الحاج نايف خالد صافي في ذمة الله

10/10/2019
أبي الحاج نايف خالد صافي
، الرجل الستيني الذي كان سببًا في قدومي إلى هذه الدنيا،
كل ما أتذكره عن أبي هو محاولاته المتكررة لصنع حياة أفضل لنا، ولكن الحياة كانت قاسية عليه، وترفض أن تمد له يد العون في مِحنته وتُجبره على أن يقف وحيدًا، وتُغرقه في بحار الألم
نعم، هي الحياة، تأخذ منَّا ما لا نريد وتتركنا نعيش في جحيم معاناتها كما تريد!

في العاشر من أكتوبر لعام 2019، فقدت أبي، فقدت رائحة الحياة، فقدت الأمان، فقدته إلى الأبد.
لا يزال قلبي يرتجف عندما أتذكر تلك اللحظة التي قبَّلت فيها جبينه للمرة الأخيرة، لا ألم يعادل ألم فقده، ولا ذكرى تُقارن بذكرى رحيله، ولا حُزن يماثل الحزن الذي حملته يوم وفاته.

تلك اللحظة التي رحل فيها أبي، كانت صدمتها أقوى من أي شيء، يتردد صداها في كل زاوية من قلبي.. كان حزنًا لا يُحتمل، وذكريات طافت في سماء عينيّ، تلك الأيام التي خُطف فيها أبي من بين يدي، كانت أكثر من مجرد فراق، كانت بداية النهاية لجزء من روحي.


رحل الأب الحنون، الصابر، الطيب، المحتسب، رحل إلى مكان لا رجعة فيه.. وما عساي أن أقول إلا كما قال سيد الأنبياء رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن القلب ليحزن، وإن العين لتدمع، وإننا على فراقك يا أبي لمحزونون.”

يوم رحيلك لن أنساه أبدًا، فقد غابت شمسك عن حياتي، وعرفت حينها كم هو مؤلم أن تعيش بلا أب، أن تصبح وحيدًا في عالمٍ قاسٍ، وأن تبحث عن شيء مفقود لا يمكنك أن تعثر عليه أبدًا.

بكيت كثيرًا، حتى عجزت عن التنفس، كنت إلى جانبك في مرضك، أتذكر تلك الأيام بكل تفاصيلها، تفاصيل أتمنى لو عاد الزمان لكي أعيشها مرة أخرى!

في الختام
سلام على روحك الطاهرة، نم مطمئنًا يا أبي، فسنعيش على ذكراك، وستظل قدون لنا بأفعالك وأقوالك، ونسير على خطاك بقوة وثبات بإذن الله.

اللهم ارحم أبي بقدر افتقادي له، وامنحه الطمأنينة والسلام في قبره، اللهم آنس وحشته، واغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.

سلامٌ عليك يا أبي من أمي، ومن أبنائك، ومن كل من أحبك.

اظهر المزيد

صلاح صافي

من جذور هذا البلد، ولدت حرًا، رُبع ناقد شبه كاتب نصف سياسي، كل ما أكتبه من الواقع وأحيانًا من قلم ساخر لا يمتُ للواقع بِصلة..
زر الذهاب إلى الأعلى